فتوحات مکیه ابن عربی

ساخت وبلاگ

اعلم أيدنا الله إن الله خليفة يخرج وقد امتلأت الأض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد طول الله ذلك اليوم حتى يلي هذا الخليفة من عترة سول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة يواطىء اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم جده الحسن بن علي بن أبي طالب يبايع بين الركن والمقام يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقه بفتح الخاء وينزل عنه في الخلق بضم الخاء لأنه لا يكون أحد مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه والله يقول فيه وإنك لعلى خلق عظيم هو أجلى الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ويفصل في القضية يأتيه الرجل فيقول له يا مهدي أعطني وبين يديه المال فيجىء له في ثوبه ما استطاع أن يحمله يخرج على فترة من الدين يزع الله به ما لا يزع بالقرآن يمسي جاهلاً بخيلاً جباناً ويصبح أعلم الناس أكرم الناس أشجع الناس يصلحه الله في ليلة يمشي النصر بين يديه يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً يقفو أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطىء له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل ويقوي الضعيف في الحق ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق يفعل ما يقول ويقول ما يعلم ويعلم ما يشهد يفتح المدينة الرومية بالتكبير في سبعين ألفاً من المسلمين من ولد اسحاق يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله يقيم الدين ينفخ الروح في الإسلام يعز الإسلام به بعد ذله ويحيا بعد موته ويضع الجزية ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل يظه من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم فيدخلون كهاً تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ورغبته فيما لديه يفرح به عامة الملسمين أكثر من خواصهم يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي له رجال يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء يحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله ينزل عليه عيسى بن مريم بالمنارة البيضاء بشرقي دمشق بين مهرودتين متكأ على ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره يقط رأسه ماء مثل الجمان يتحدر كأنما خرج من ديماس والناس في صلاة العصر فينحني له الإمام من مقامه فيتقدم فيصلي بالناس يؤم الناس بسنة محمد صلى الله عليه وسلم يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض الله المهدي إليه طاهراً مطهراً وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق ويخسف بجيشه في البيداء بين المدينة ومكة حتى لا يبقى من الجيش إلا رجل واحد من جهينة يستبيح هذا الجيش مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ثم يرحل يطلب مكة فيخسف الله به في البيداء فمن كان مجبوراً من ذلك الجيش مكرهاً يحشر على نيته القرآن حاكم والسيف مبيد ولذلك ورد في الخبر أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن
إلا أن ختم الأولياء شهيد ... وعين إمام العالمين فقيد
هو السيد المهدي من آل أحمد ... هو الصارم الهندي حين يبيد
هو الشمس يجلو كل غم وظلمة ... هو الوابل الوسمي حين يجود

وقد جاءكم زمانه وأظلكم أوانه وظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم وه قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني ثم جاء بينهما فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء وسفكت دماء وعاثت الذئاب في البلاد وكثر الفساد إلى أن طم الجور وطماسيله وأدبر نهار العدل بالظلم حين أقبل ليله فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه أفضل الأمناء وأن الله يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه أطلعهم كشفاً وشهوداً على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده فمبشاورتهم يفصل ما يفصل وهم العارفون الذين عرفوا ما ثم وأما هو في نفسه فصاحب سيف حق وسياسة مدنية يعرف من الله قدر ما تحتاج إليه مرتبته ومنزله لأنه خليفة مسدد يفهم منطق الحيوان يسي عدله في الإنس والجان من أسرار علم وزرائه الذين استوزرهم الله له قوله تعالى وكان حقاً علينا نصر المؤمنين وهم على أقدام رجال من الصحابة صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء فأعطاهم الله في هذه الآية التي اتخذوها هجيراً وفي ليلهم سميراً فضل علم الصدق حالاً وذوقاً فعلموا أن الصدق سيف الله في الأرض ما قام بأحد ولا اتصف به إلا نصره الله لأن الصدق نعته والصادق اسمه فنظروا بأعين سليمة من الرمد وسلكوا بأقدام ثابتة في سبيل الرشد فلم يروا الحق قيد مؤمناً من مؤمن بل أوجب على نفسه نصر المؤمنين ولم يقل بمن بل أرسلها مطلقة وجلاها محققة فقال يا أيها الذين آمنوا آمنوا وقال وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ وقال الذين آمنوا بالباطل فسماهم مؤمنين وقال وإن يشرك به تؤمنوا فسمى المشرك مؤمناً فهؤلاء هم المؤمنون الذين أيه الله بهم في قوله يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل فميزهم عن المؤمنين من أهل الكتاب والكتب وما ثم مخبر جاء بخبر إلا الرسل فتعين أن المؤمنين الذين أمروا بالإيمان أنهم الذين آمنوا بالباطل وآمنوا بالشريك عن شبه صرفتهم عن الدليل لأن الذين آمنوا بالباطل كفروا بالله والذين آمنوا بالشريك اشمأزت قلوبهم إذا ذكر الله وحده فما أتاهم بهذا الخبر إلا أئمتهم المضلون الذين سبقوهم وكان ذلك في زعمهم عن برهان أعني الأئمة عن قصور بل وفوا النظر حقه فما أعطاهم استعدادهم الذي آتاهم الله وما كلف الله نفساً إلا ما آتاها وما آتاها غير ما جاءت به فآمن بذلك أتباعهم وصدقوا في إمانهم وما قصدوا إلا طريق النجاة ما قصدوا ما يرديهم ولما رأوا أن الله يفعل ابتداء ويفعل بالآلة جعلوا الشريك كالوزير معيناً على ظهور بعض الأفعال الحاصلة في الوجود فلما ذكر الله وحده أوا أن هذا الذاك لم يوف الأمر حقه لما علموا من توقف بعض الأفعال على وجود بعض الخلق وما كان مشهودهم إلا الأفعال الإلهية الحاصلة في الوجود عن الأسباب المخلوقة فلن يقبلوا توحيد الأفعال لأنهم ما شاهدوه ولو قبلوه أبطلوا حكمة الله فيما وضع من الأسباب علواً وسفلاً فهذا الذي أداهم إلى الإشمئزاز زعدم الإنصاف فذمهم الله إيثا الجناب المؤمنين الذين لم يروا فاعلاً إلا الله وأن القدرة الحادثة والأمور الموقوفة على الأسباب لا أث لها في الفعل فهذه الطائفة وحدها التي خص الله بها هذا الخطاب وأما الذين كفروا بالله فهم الذين ستروه بحجاب الشرك وآمنوا بالباطل والباطل عدم وما رأوا من ينتفي عنه التشبيه والشرك إلا العدم فإن الموجود صفة مشتركة فإيمانهم بالباطل إيمان تنزيه وكفرهم أي سترهم نسبة الوجود إلى الله لما وقع في ذلك من الإشتراك ولذلك قال تعالى أولئك هم الخاسرون لأنهم خسوا في تجارتهم وجود الربح إظهار تمام الأمر على ما هو عليه فاشتروا الضلالة بالهدى أي الحيرة بالبيان فأخذوا الحيرة وعلموا أن الأمر عظيم وأن البيان تقييد وهو لا يتقيد فآثروا الحيرة على البيان وأما أصحاب العقل السليم والنظر الصحيح والإيمان العام فهم الذين أثبتوا الحيرة في مقامها وموطنها فقال صلى الله عليه وسلم زدني فيك تحيراً وأثبتوا البيان في مقامه الذي لا يتمكن معرفة ذلك الأمر إلا بالبيان ولا يقبل الحيرة فأعطوا كل ذي حق حقه ووضعوا الحكمة في موضعها فالكل مؤمنون فإن الله


موضوعات مرتبط: علوم قرآن و حدیث
برچسب‌ها: فتوحات مکیه ابن عربی , فتوحات مکیه , ابن عربی , فصوص الحکم , علوم قرآن و حدیث دکتر مصطفوی | Dr. Mostafavi...
ما را در سایت دکتر مصطفوی | Dr. Mostafavi دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : drmostafavia بازدید : 345 تاريخ : يکشنبه 21 خرداد 1396 ساعت: 18:34

خبرنامه